أخبار العالم

المستقبل.. عنوان زيارة محمد بن زايد لأمريكا

يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد غد الاثنين.
أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله للولايات المتحدة الأمريكية هي عن المستقبل وهدفها الأساسي هو لتعزيز العلاقات والتعاون والشراكات الاقتصادية والتكنولوجية.
وقال عبر “X”: “صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حفظه الله يبدأ اليوم الاثنين زيارة تاريخية مهمة للولايات المتحدة الأمريكية، زيارة عنوانها المستقبل وهدفها الأساسي تعزيز العلاقات، التعاون والشراكات الاقتصادية والتكنولوجية”.
وأضاف: «الإمارات عازمة على أن تكون شريكاً فاعلاً في التطور التكنولوجي العالمي».
وبهذه الزيارة، سيكون صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أول رئيس إماراتي يقوم بزيارة رسمية إلى البيت الأبيض، يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، بالإضافة إلى عدد من القادة البارزين في العالم. كونغرس الولايات المتحدة.
وتعتبر هذه الزيارة خطوة غير مسبوقة، وتجسد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تطورت على مدى عقود.
وتعكس زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة العلاقة القوية والمتنامية بين البلدين في عدة مجالات رئيسية، بما في ذلك السياسة والأمن والاقتصاد والطاقة والتكنولوجيا والفضاء.
ومنذ تأسيس دولة الإمارات عام 1971، شهدت العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة تطوراً سريعاً، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث تعززت الشراكات الاستراتيجية الثنائية في مجالات متعددة. وساعدت العلاقات السياسية الوثيقة بين البلدين، فضلا عن التعاون الوثيق في القضايا الإقليمية والدولية، في بناء شراكة استراتيجية قوية أصبحت نموذجا للتعاون الدولي.
تطوير العلاقات
تعود العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة إلى الفترة التي سبقت تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت هناك اتصالات تجارية ودبلوماسية مع إمارة أبوظبي والإمارات الأخرى.
ومع إعلان تأسيس الاتحاد عام 1971، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً مهماً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وفي البداية تركز التعاون بين البلدين على قطاعي النفط والطاقة، حيث تعد الإمارات من أهم منتجي النفط في العالم.
وبمرور الوقت، اتسع نطاق التعاون ليشمل العديد من القطاعات الأخرى، بما في ذلك الدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا والفضاء.
تعتبر العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة من أهم الركائز التي تقوم عليها الشراكة بين البلدين.
وبحسب وزارة التجارة الأميركية، فإن إجمالي حجم التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة سيصل في عام 2023 إلى أكثر من 31.4 مليار دولار. ومن هذا المبلغ بلغت الصادرات الأميركية إلى الإمارات وحدها 24.8 مليار دولار، بزيادة 19% مقارنة بعام 2022.
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الخامس عشر على التوالي. كما تساعد الصادرات الأمريكية إلى الإمارات في دعم أكثر من 125 ألف وظيفة في الولايات المتحدة، مما يزيد من أهمية هذه العلاقة الاقتصادية.

المستثمر الرئيسي
وبالإضافة إلى التجارة، تعد الإمارات مستثمراً رئيسياً في الاقتصاد الأمريكي. ويقدر حجم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة بما يتجاوز مئات المليارات من الدولارات، وتعتبر شركة مبادلة للاستثمار من أهم المستثمرين الإماراتيين في الولايات المتحدة، حيث استثمرت أكثر من 100 مليار دولار في مجالات مختلفة مثل التكنولوجيا والعقارات والطاقة.
فقد قامت مبادلة، على سبيل المثال، باستثمار كبير في شركة جلوبال فاوندريز، وهي شركة أمريكية متخصصة في إنتاج أشباه الموصلات، وهو قطاع استراتيجي مرتبط بالأمن القومي والتقدم التكنولوجي الأمريكي.
علاوة على ذلك، يستثمر جهاز أبوظبي للاستثمار، وهو أكبر صندوق ثروة سيادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يقرب من 45-60% من محفظته المالية المقدرة بحوالي تريليون دولار في الأسواق الأمريكية. وهذا يسلط الضوء على الأهمية الكبيرة التي توليها دولة الإمارات للاستثمار في الاقتصاد الأمريكي، ليس فقط كجزء من استراتيجيتها لتنويع الاستثمارات، ولكن أيضاً كوسيلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع أكبر اقتصاد في العالم.
مجالات التعاون المستقبلية
تتضمن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة العديد من المواضيع التي تعكس مجالات التعاون المستقبلية بين البلدين وأهمها قطاع الطاقة، حيث أن هناك دائماً تعاون طويل الأمد بين البلدين في هذا المجال. . وبدأت شركات أمريكية مثل إكسون موبيل وأوكسيدنتال بتروليوم في تعزيز قدرات دولة الإمارات العربية المتحدة كمنتج رئيسي للنفط والغاز.
كما ساعدت شركات أخرى، مثل وستنجهاوس، في دعم البرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة بموجب الاتفاقية الأمريكية الإماراتية للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية.
وفي السنوات الأخيرة، ومع التحول نحو الطاقة المتجددة، كان هناك تعاون كبير بين الإمارات والولايات المتحدة في هذا المجال.
استثمرت دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال شركة مصدر للطاقة المتجددة، في مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في ولايات مثل تكساس وكاليفورنيا.
وفي إطار الشراكة الثنائية لتسريع نشر الطاقة النظيفة، تم إطلاق عدد من المشاريع المشتركة التي تهدف إلى تسهيل التحول إلى الطاقة النظيفة على مستوى العالم.
الرعاية الصحية
ويعد قطاع الرعاية الصحية مجالا آخر يعكس عمق التعاون بين البلدين. منذ افتتاح مستشفى الواحة (المعروف الآن بمستشفى كيند) في العين على يد أطباء أمريكيين عام 1960، لعبت الولايات المتحدة دوراً مهماً في تطوير نظام الرعاية الصحية الإماراتي.
ويمثل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي أحد أبرز الأمثلة على التعاون في مجال الرعاية الصحية بين البلدين، حيث يقدم خدمات طبية ذات مستوى عالمي للمقيمين الإماراتيين. وتستمر شراكات الرعاية الصحية في التطور، حيث تم مؤخراً توقيع اتفاقيات بين شركة “بيور هيلث” الإماراتية و”مستشفى سينسيناتي للأطفال” لإنشاء مركز متخصص لرعاية الأطفال في أبوظبي.
التطلعات المستقبلية
وتمثل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للبيت الأبيض فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين في العديد من المجالات. وينبغي لرئيس الدولة حفظه الله والرئيس جو بايدن أن يبحثا توسيع الشراكات في مجالات التكنولوجيا والفضاء والدفاع والطاقة.
وسيتطرقون أيضًا إلى عدد من القضايا الجيوسياسية المهمة، بما في ذلك الوضع في غزة والحرب الروسية الأوكرانية والعلاقات مع الصين والهند.
وتشير هذه الزيارة إلى مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، حيث يسعى الجانبان إلى تعزيز الشراكات في مجالات جديدة، مع التركيز على الابتكار والتطوير التكنولوجي.
التكنولوجيا الرقمية
وتعد التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي من أهم القطاعات التي تعززت فيها العلاقات الثنائية، حيث استثمرت مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في الشركة الإماراتية G42 المتخصصة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. كما أبرمت شركات أمريكية أخرى، مثل إنفيديا وسيريبراس، اتفاقيات شراكة مع شركات إماراتية لتطوير حلول متقدمة في مجال الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي.
وفي مجال الفضاء، حققت دولة الإمارات تقدماً كبيراً بالتعاون مع الولايات المتحدة. ويبرز مركز محمد بن راشد للفضاء كمثال على هذا التعاون، إذ تمكنت الإمارات من إطلاق «مسبار الأمل» بالتعاون مع وكالة ناسا وعدة جامعات أميركية. كما تم تدريب رواد الفضاء الإماراتيين في مرافق وكالة ناسا، ويعمل الجانبان حالياً على تطوير عدد من المشاريع الفضائية، بما في ذلك مهمة الإمارات إلى حزام الكويكبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى