أخبار العالم

الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.. عمق تاريخي ونموذج للاستقرار والأمن والتنمية والازدهار

الشراكة الاستراتيجية ركيزة أساسية للأمن الجماعي في مجلس التعاون الخليجي
شراكة اقتصادية وتجارية واستثمارية مرموقة.. داخل البيت الخليجي
إعداد : راشد النعيمي
يصادف اليوم الوطني السعودي يوم 23 سبتمبر من هذا العام، في ظل نهضة تنموية عالمية تشهدها المملكة، والتي بدأت رحلة جديدة نحو مستقبل مزدهر مع إطلاق “رؤية السعودية 2030″، التي تعد من أهم الأهداف برامج التحول الوطني في العالم ونقطة تحول أساسية وحاسمة في تاريخ المملكة. ليضيف إلى إنجازاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحضورها السياسي الفعال في المنطقة والعالم.
وترى الإمارات أن قوة علاقتها مع السعودية تعبير عن العمق التاريخي وصمام للمنطقة العربية ونموذج للاستقرار والأمن والتنمية والازدهار في المنطقة.
وتأكيداً على ذلك فإن حكومة وشعب الدولة ترغب في الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني السعودي والمشاركة في احتفالات اليوم الوطني السعودي مع الإخوة والأخوات في المملكة.

صورة

إن الروابط التي تجمع بين الإمارات والمملكة العربية السعودية متجذرة في أعماق التاريخ، وتعززها أواصر الأخوة والمصير المشترك. وهي تشكل نموذجاً للشراكة الاستراتيجية العالمية بين الدول العربية ومثالاً للوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة وأهمية معالجتها بسياسات ومواقف متماسكة ومتكاملة.
وتشكل العلاقات الإماراتية السعودية المتينة دعماً أساسياً للعلاقات الأخوية المتميزة بين دول مجلس التعاون الخليجي وعنصراً مهماً للاستقرار وتحفيز التنمية المستدامة والازدهار في المنطقة إقليمياً وعالمياً، وانعكست إيجاباً على واقع الأمر. التنمية العالمية والمستدامة في مختلف المجالات بما في ذلك التجارة والتعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة والتنسيق والتشاور.
وتمثل العلاقات بين البلدين، والتي ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، ركيزة أساسية للأمن الجماعي في مجلس التعاون الخليجي وللأمن القومي العربي، وكذلك لمنظومة الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، في ضوء المكانة العالمية المرموقة التي يتمتع بها البلدان بفضل التوجهات الحكيمة التي تتميز بها سياساتهما ومواقفهما المعتدلة والواضحة في مواجهة التطرف والتعصب والنزعات نحو الإرهاب وفي تشجيع تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
كما تجسد العلاقات الثقافية والاجتماعية مستوى الترابط الجغرافي والاجتماعي بين شعوبها. وتمتد جذور هذه العلاقات إلى التاريخ، وترتكز على تراث وقيم ثقافية مشتركة مكونة من فنون وآداب وعادات وتقاليد شكلت هوية ثقافية واجتماعية متجانسة لكل منهما.

العلاقات التاريخية
ويعود الفضل في إقامة علاقات قوية بين البلدين إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، رحمهما الله، اللذين كانا متحمسين لنهج التنسيق والتعاون المستمر. واستمرت هذه العلاقات في التميز بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وحققت العلاقات نقلة نوعية تمثلت في رغبة قادة البلدين الشقيقين في مأسسة هذه العلاقات من خلال تشكيل لجنة عليا مشتركة في مايو 2014 برئاسة وزيري خارجية البلدين. وعملت هذه اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادة البلدين، لتحقيق آفاق أوسع وأكثر أمانا واستقرارا لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، في إطار كيان قوي ومتماسك لصالح الشعبين الشقيقين. ويدعم مسيرة العمل المشترك في الخليج.
وفي نفس الشهر من عام 2016، وقع البلدان اتفاقية لإنشاء مجلس تنسيق يهدف إلى التشاور والتنسيق حول القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في كافة المجالات. ونص الاتفاق على أن يجتمع المجلس بشكل دوري بالتناوب بين البلدين.

صورة

وترجمة سريعة لنتائج إنشاء المجلس التنسيقي، جرت «خلوة AZM» التي جرت على مرحلتين: الأولى في 21 فبراير 2017 في أبوظبي، بمشاركة 150 مسؤولاً حكومياً، وتمت مناقشة عدد من الخبراء في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين، وسبل تنفيذ بنود الاتفاقية الموقعة بينهما لإنشاء المجلس ووضع خارطة طريق طويلة المدى له، ليكون النموذج الأمثل للتعاون والتنسيق التكامل بين البلدين ويعكس رغبة البلدين في توطيد العلاقات الأخوية مع بعضهما البعض والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي من خلال التشاور والتنسيق المستمر في المجالات ذات الأولوية.
وعقدت المرحلة الثانية في 13 أبريل 2017 في الرياض، وناقشت آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وذلك من خلال مجموعة من المواضيع أهمها البنية التحتية والإسكان، والشراكات الأجنبية، والتصنيع والصناعة، والزراعة والمياه، والخدمات المالية والأسواق، والخدمات اللوجستية، والنفط والغاز، والبتروكيماويات، والشباب والتنمية الحكومية، والخدمات الحكومية وريادة الأعمال، والسياحة والطاقة المتجددة، والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة.
وفي يونيو 2018، رفعت الإمارات والمملكة مستوى العلاقات إلى مستويات غير مسبوقة، تضمنت رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين على المستوى الاقتصادي والتنموي والعسكري، من خلال 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن “استراتيجية القرار”. وشارك فيها 350 مسؤولاً من البلدين، قادمين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.

صورة

الاقتصاد العالمي
ويعد الاقتصاد أحد أهم ركائز الشراكة، إذ تمتلك الإمارات والسعودية أكبر اقتصادين عربيين. كما أنها تعتبر من بين أهم عشر دول مصدرة في العالم. وتعتبر العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين هي الأكبر بين نظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي. وتعتبر دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين للمملكة في المنطقة العربية بشكل عام وفي دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص.
وتعد المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الأول عربياً، والثالث عالمياً مع دولة الإمارات العربية المتحدة، كما بلغت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال النصف الأول من عام 2024 ما يقارب 74.7 مليار درهم، بنمو 17.8% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.
وتصنف المملكة العربية السعودية كأكبر شريك تجاري مستورد لدولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى العالم، وأول دولة عربية في مجال المعدات والمعادن والمنتجات الورقية.
وبلغت صادرات الإمارات غير النفطية إلى السعودية 21.9 مليار درهم خلال النصف الأول من عام 2024، بنمو 18.9%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
وتعتبر المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الأول عالمياً الذي يتم إعادة تصدير الصادرات إليه. كما تعد الإمارات الوجهة الأهم لصادرات السعودية غير النفطية، إذ تشكل ما يقارب 15% من صادراتها إلى العالم من السلع غير النفطية، وتعتبر الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً وثاني أكبر تجارة عالمية للسعودية. العربية في تجارة السلع غير النفطية.
وفي الاستثمارات بين البلدين، بلغ الرصيد التراكمي 27.75 مليار دولار، حتى نهاية عام 2022، لتتصدر الإمارات قائمة الدول الأكثر استثماراً في المملكة.
وزادت شركات الطيران الوطنية لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية رحلاتها بين البلدين في السنوات الأخيرة، بهدف مواكبة طلب العملاء والنمو المستمر للحركة الجوية، في ظل العلاقات التاريخية الراسخة والترابط الاقتصادي والثقافي المتماسك. العلاقات بين القيادتين والشعبين الشقيقين.
وتسيّر شركات الطيران المحلية والسعودية 629 رحلة أسبوعياً بين البلدين، تتوزع على 405 رحلات من شركات الطيران المحلية إلى المملكة، و224 رحلة من الخطوط الجوية السعودية إلى الإمارات.
ومن ناحية أخرى، فقد تمثلت العلاقات الثقافية بين البلدين على مستويات مختلفة، سواء من خلال خلق العديد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة، أو من خلال التفاعل الثقافي بين المؤسسات الشمولية العاملة في هذا المجال، ومبدعي ومثقفي البلدين. البلدين. وذلك في رؤية ترتكز على العلاقة بين البلدين الشقيقين، والتي تعززها علاقة الشعبين. فلهم امتداد وتاريخ وتراث ثقافي واجتماعي وجغرافي واقتصادي لا يقبل التشكيك.

صورة
1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى