أخبار العالم

الإمارات وأمريكا يتحركان نحو المستقبل معًا

أكد يوسف مانع العتيبة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ومارتينا سترونج، سفيرة الولايات المتحدة لدى الإمارات العربية المتحدة، أن الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظها الله في العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم الاثنين. ويلتقي خلاله بالرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، ويلقي الضوء على مسار خمسين عاماً من الشراكة بين البلدين، والتي ساعدت على تحقيق الرخاء والأمن والتقدم العلمي.
وبمناسبة الزيارة قال العتيبة ومارتينا سترونج في مقال مشترك بعنوان “الشراكة الإماراتية الأمريكية.. التزام دائم على طريق التقدم والابتكار”، إن البلدين يواصلان العمل معا لتعزيز الأمن. والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والوقوف جنبًا إلى جنب لدعم الحلول الدبلوماسية المتعددة الأطراف من خلال تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة والسودان.
وأوضحا أن التعاون المشترك في مجالات الدفاع ومكافحة الإرهاب يسهم في إرساء الأمن والاستقرار في البلدين والعالم. وأكدا في هذا الصدد أن القوات المسلحة الإماراتية وقفت إلى جانب القوات الأمريكية في ستة صراعات مختلفة على مدار العام. السنوات الثلاثين الماضية، مما ساعد على تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين.
رؤية مشتركة
وأشار العتيبة ومارتينا سترونج إلى أنه مع استمرار هذه الشراكات، تتطلع دولة الإمارات والولايات المتحدة إلى تحقيق رؤية مشتركة لمستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا للمنطقة وتعزيز التعاون بينهما على مدى الخمسين عاما المقبلة.
وأشاروا إلى أنه في عام 1974 زار وفد من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ضم العديد من رواد الفضاء والعلماء العاصمة أبوظبي، قدموا خلاله شرحاً وافياً عن مهام برنامج “أبولو” للوصول إلى سطح الأرض. القمر أمام الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. ولم يكن أحد يتخيل حينها أن تصبح الإمارات أحد الشركاء الرئيسيين لبرنامج “أرتميس”. بقيادة وكالة ناسا، والتي تهدف إلى إعادة الإنسان إلى سطح القمر، حيث تساهم في هذا البرنامج بدور فعال من خلال دعم مشروع المحطة الفضائية القمرية “بوابة”، والتي ستصبح أول محطة فضائية في مدار القمر.
التكنولوجيا المتقدمة
وأوضح السفيران أنه في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، نرى أن المسار الإماراتي الأمريكي يتحرك بحيوية وسرعة لا مثيل لهما، حيث يشارك وادي السيليكون الأمريكي وواحة السيليكون الإماراتية في مشاريع بحث وابتكار تهدف إلى تعزيز البحث في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي يمتد من المختبرات إلى قاعات الاجتماعات ومرافق الإنتاج المتقدمة، في حين أن الرحلة على طول طريق الشيخ زايد، من أبو ظبي إلى دبي، هي روتين مألوف لكل مسؤول تنفيذي أمريكي، عليه المرور من الأمام. من اللوحات الإعلانية. “جوجل” و”ميتا” و”IB”. م، ومايكروسوفت التي تضيء جانبي الشارع.
وسلطوا الضوء على ما أعلنته شركة أبوظبي للاستثمار التكنولوجي MGX هذا الأسبوع عن شراكة جديدة مع مايكروسوفت وشركة الاستثمار الأمريكية بلاك روك وآخرين لإطلاق منصة جديدة للاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية.
أجهزة الكمبيوتر العملاقة
وشهد العام الماضي أيضاً تعاوناً بين شركة سيريبراس في وادي السيليكون والمجموعة الإماراتية جي 42 لنشر بعض أسرع أجهزة الكمبيوتر العملاقة في العالم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا وتكساس، في حين أن استثمار مبادلة في جلوبال فاوندريز، التي يقع مقرها الرئيسي في نيويورك، يعتمد على التوسع في قطاع أشباه الموصلات في أمريكا. الصناعة، وخلق الآلاف من فرص العمل في اقتصاد المنطقة القائم على الابتكار والإبداع. بالإضافة إلى ذلك، تتعاون G42 مع Microsoft Azure لإطلاق منصة جديدة للحوسبة السحابية في الإمارات، بالإضافة إلى شراكات أخرى مع شركات التكنولوجيا الرائدة مثل Nvidia وAMD وVAST وQualcomm، لتطوير البنية التحتية للتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات.
وقال العتيبة ومارتينا سترونج إن بلدينا يدركان أهمية التعاون في مجال التكنولوجيا والعلوم وملتزمان بتوسيع نطاق هذا التعاون من خلال مبادرات جديدة، والتي تشمل تحسين معايير حماية البيانات والتكنولوجيا الحساسة، وتعميق التعاون في البحث والتعليم. وإطلاق برامج تهدف إلى تقليص الفجوة الرقمية من خلال توفير التقنيات الأساسية المتاحة للجميع، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان والخصوصية.
التعاون النووي
وأشاروا إلى أنه كما هو الحال في اتفاقية التعاون النووي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، فإن هذه الجهود المشتركة يمكن أن تتوج بـ “المعيار الذهبي” الجديد لضمان وتسريع ظهور الجيل القادم من التكنولوجيا المتقدمة في العالم. 2009. أتاحت “اتفاقية 123” التاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة تطوير برنامجها الخاص لتوليد الطاقة النووية السلمية، والذي يزود حاليًا مراكز البيانات في جميع أنحاء البلاد بالطاقة النظيفة والكهرباء منخفضة الانبعاثات.
وأشاروا إلى أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله تأتي أيضاً استمراراً لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر من العام الماضي. والتي شكلت علامة فارقة في مسار التعاون الإماراتي الأمريكي في معالجة أزمة المناخ وتسريع وتيرة التحول إلى الطاقة النظيفة.
وأكدوا أن التكنولوجيا المتقدمة والعمل المناخي يساهمان في فتح آفاق جديدة للتجارة والأعمال، حيث استقطبا العديد من الشركات والمستثمرين ورواد الأعمال الأميركيين إلى الإمارات التي أصبحت بفضل موقعها الاستراتيجي مركزاً عالمياً للأعمال والإعلام والثقافة. وبوابة رائدة للأسواق سريعة النمو في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند وآسيا.
وأشاروا إلى أن أكثر من 1500 شركة ومؤسسة أميركية تعمل في دولة الإمارات، ما يعزز نموها الاقتصادي وينوع مصادرها ويخلق فرص عمل جديدة، فيما يقيم فيها أكثر من 50 ألف مواطن أميركي.
التجارة الثنائية
وأوضح السفيران أن التجارة والتعاون الثنائي، على مدى الخمسين عاماً الماضية، ساهم في تحقيق العديد من الفوائد للبلدين، وأدى إلى استثمارات إماراتية تتجاوز تريليون دولار في مختلف قطاعات الاقتصاد الأمريكي، مما يجعل الإمارات الشريك التجاري الأكبر. للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعد أن تجاوزت التجارة بين البلدين 31 مليار دولار في عام 2023.
وذكروا في ختام مقالهم أنه مثلما ألهمت مهمة “أبولو” أجيالاً من العلماء والمهندسين، فإن الإمارات والولايات المتحدة ستتحركان معاً نحو المستقبل من خلال برنامج “البوابة” وغيره من المشاريع الطموحة، ولا شيء يمنع. وأبلغ مما قاله المغفور له الشيخ زايد عندما هبط بأول مركبة على القمر، حيث قال: “إن شاء الله يستطيع الإنسان أن يحقق أي شيء، ولا شيء مستحيل”. (إضرب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى