أخبار العالم

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: مختارات من “جارون ناما”

  • الفصل الرابع: احتلال الفرس لمدن الساحل الشرقي لعمان

تحقيق: الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

استدعى الفرس الأمير محمد بن ناصر بن جيفر بن مالك إلى هرمز، وتم هذا اللقاء كما سجل في المخطوطة الفارسية جارون نما قصيدة بعنوان: قتال المحاربين مع الملك محمد ملك العرب:
وعندما كان رائداً في معركة بر العرب
أمير نبيل
كل من رآه صباحا أو مساءا
فتخيل نفسه السيد محمد صلى الله عليه وسلم
قال: يجب أن نذهب إلى دبا أولاً
حتى يكون الطريق خالياً من الخوف والخطر
وعندما كان خميس العرب قائدا هناك
وقائد جيش وأب وجد
وفي الطريق إلى دبا قيل أن كايد بن عدوان القاسمي وهذا كنيته وهو رحمة بن حمود كان مع محمد بن ناصر بن جيفر بن مالك وناصر الدين بن محمد بن ناصر الدين. وكان معهم أبو نوير.
قبالة سواحل دبا، في الثالث والعشرين من فبراير عام 1623م، وفي ذلك اليوم بالذات، وصلت خمس سفن كانت تبحر على طول الساحل الشرقي لعمان. كان هناك سفينة ضخمة في بحر دبا، وكانت تبحر حول المناطق المجاورة لقلعة دبا، وكانت هناك سفينة أخرى على مسافة كبيرة. وهذه أيضًا سفينة شراعية ضخمة، وعلى متن تلك السفن المذكورة نحو مائتي قارب فارسي والرجال والذخيرة، فصعد الجميع على متن تلك السفن، حتى وصلوا. نزل خورفكان كايد رحمة بن حمود عدوان القاسمي وقواته، واحتل خورفكان وبنى برجاً على الميناء لإرشادهم ليلاً، وأطلق برج العدواني، ثم انتقل إلى كلباء واحتلها.
أما القوات الفارسية فاحتلت صحار بقيادة محمد بن ناصر بن جيفر بن مالك. وفي 22 مايو 1623م وصلت القوات البرتغالية وبدأت بقصف قلعة صحار من الشرق، وانضمت إليها القوات العمانية. وقصف الأمراء القلعة من الغرب وقتل محمد بن ناصر بن جيفر واحتلت صحار. أما ناصر الدين بن محمد بن ناصر الدين أبو نوير فقد فر مع القوات الفارسية. الفرقة الكردية مع زنكنة برا حتى وصلوا إلى جلفار (رأس الخيمة) واستقروا فيها.

صورة

واستعادت قوات برتغالية أخرى خورفكان، ثم كلباء، قبل أن تستعيد صحار التي استولت على خورفكان وكلباء من يد العربي المسلم المعروف القاسمي، كما وصفوه، كايد بن عدوان.
غادرت سفينة العلم الأبيض ساحل صحار وأمر قائد قوة إنقاذ صحار مارتيم أفونسو دي ميلو بما يلي:
“إذا اقترب منا أي طراد من أسطول العدو، حاملاً الرايات البيضاء على مقدمته، فسوف تقدمون له المساعدة، كما تقدمون للسفن الصديقة، لأنهم أقارب لابن الأمير زين الدين الموجود هنا”. . لقد ذهبوا إلى هناك وكأنهم مجبرون على ذلك”.
وكانت أرملة محمد بن ناصر بن جيفر وابنها وهو صبي في تلك السفينة الخارجة من صحار. وهي أخت علي كمال الدين الملقب بالكمال، وأخت محمد زين الدين. دين، ويقال له الزين. وكانوا من قادة البرتغاليين، وتغير اسم الصبي بعد وفاته إلى محمد بن محمد بن ناصر بن جيفر.
وفي عام 1616م كان علي الكمال قد هرب من بر فارس خوفاً من القائد الله وردي خان في بر العرب، وفي نقطة على الساحل بين رأس الخيمة والشارقة بنى بيوتاً من جريد النخل، ومن ثم جاءت القوات الفارسية وقصفت تلك البيوت وأحرقتها، وقتل عدد من الأشخاص من جماعته. وقيل حينئذ: لو لجأ إلى الشيخ الكبير قديد في الداخل كان آمنا له. وهناك تزوج محمد بن ناصر بن جيفر بن مالك أخت علي الكمال.
ومن بين التعليمات الصادرة من القائد العام للقوات البرتغالية بمسقط “روي فرير دي أندرادي” لقائد قوات الاحتلال بصحار “د. غونسالو دا سيلفيرا “د. جونكالو دا سيلفيرا”، حيث جاء في إحدى توصياته لتوحيد مبادئ عمان ما يلي:
“عندما تصل إلى القلعة (حصن صحار) ستبدو محايدًا أمام عامة الناس، لكنك في الخفاء تفضل الشيخ مانع بن سنان”.
وبعد انتهاء الحرب في صحار، اختير مانع بن سنان العامري قائداً للمحاربين العرب في صحار، ولقب بالملك. وقد اجتمع حوله يومئذ خمسة عشر ألف عماني مسلحين ومستعدين يواجه الفرس.
(المقال القادم بعنوان: من هو القاتل؟)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى